يُقلّل الشاي الأخضر من حِدّة اِلتهاب القولون التقرّحي, يُساعد على تقليل تطوّر ورم القولون
يواجه المُصابون بالقولون العصبيّ الكثير من المُشكلات فيما يتعلّق بالأطعمة والمشروبات المسموحة لهم، التي لا تُهيّج من أعراض القولون العصبيّ لديهم.
وبالنسبة لإمكانيّة شُربهم للشاي الأحمر أو الأخضر أو الشاي الأبيض فلا بأس بذلك نوعاً ما، إذ إنّ هذه الأصناف نادراً ما تكون مؤذية لهم في حال كانت خالية من الكافيين، أو في حال كان الفرد لا يجد مُشكلة بِشربه لهم وإنّ اِحتووا على الكافيين.
إذ يجد عدد كبير من المُصابين بأنّ الكافيين يُهيّج من حركة الأمعاء ويزيد من إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن تحفيز الإشارات العصبيّة ما بين الدّماغ والأمعاء، التي تتسبّب في ظُهور الأعراض المُزعجة للقولون العصبيّ.
ولذا ففي حال واجه المُصاب ذلك عِند شُربه للشاي فيُفضّل تجنّبه، أو اختيار الشاي الخالي من الكافيين، أو اختيار إحدى بدائله الآمنة من المشروبات.
إنّ مادة البوليفينول الموجودة في الشاي وبتراكيز عالية في الشاي الأخضر تلعب دوراً مُهمّاً في الوقاية من سرطان القولون.
إذ بحثت هذه الدراسات مدى تأثير اِستهلاك الشاي الأخضر بِالحدّ من خطر الإصابة بسرطان القولون والمُستقيم، إذ تم اِختبار تأثير الشاي الأخضر على مجموعة من فِئران التجارب. وأثبتت هذه الدراسات الآتي:
• مادة البوليفينول تُساعد في قتل الخلايا السرطانية، ومنعها من النمو.
• مُركّبات إبيجالو كاتشين جاليت (Epigallocatechin gallate - EGCG) تُثبّط نشاط الخلايا الجذعيّة السرطانيّة لِسرطان القولون والمُستقيم مِمّا يُعيق تكاثر الخلايا.
يُقلّل الشاي الأخضر من حِدّة اِلتهابات المُصاحبة لِبعض من أنواع داء اِلتهابات الأمعاء وهُما:
• مرض كرون(Crohn disease).
• اِلتهاب القولون التقرّحي(Ulcerative colitis).
وواحدة من فوائد الشاي الأخضر للقولون هي اِحتوائه على مادة الكافيين الطبيعية التي تُسرّع من حركة الفضلات في الأمعاء مِمّا يُقلل من مُدّة بقاء الفضلات والسُموم في القولون، وتُحافظ على اِنتظام عملية الإخراج، وهذا يقي من خطر الإصابة بالإمساك.
القولون العصبي من أكثر المُشكلات الشائِعة التي تُصيب الجهاز الهضمي وتتسبّب في الشُعور بآلام شديدة في البطن مع اِنتفاخ واضح، خاصّة عِند الاِنفعال وحتّى عِند تناول بعض الأطعمة.
ومن أكثر الأشياء التي تتسبّب في تهيّج القولون العصبي التعرّض للِضغوط العصبية والنفسية.
فتتسبّب في ضُعف القدرة على أداء وظيفته بشكل طبيعي، خاصّة عِند الشخصيات الحسّاسة، فيُعانون دائماً من ألم البطن والغثيان وإسهال مُزمن أو إمساك مُزمن أو إسهال وإمساك بالتناوب، مع تراكم الغازات في البطن وانتفاخها.
أضاف الدكتور طلعت المدني، اِستشاري الكبد والجهاز الهضمي، أنّ تهيّج القولون العصبي
لا يقتصر على التعرّض للِضغوط النفسية فقط، بل يحدث نتيجة اِتباع بعض العادات الغذائية الخاطِئة، أبرزها:
• الإفراط في تناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية وغيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
• اِعتماد التوابل الحارّة، كالفلفل الأسود والبهارات والشطّة الحمراء، في الطعام.
• الاِعتماد على تناول الأطعمة الدّسمة والتي تحتوي على نِسبة مُرتفعة من الدّهون المُشبعة كالأطعمة المقلية والمُحمّرة.
نصح الدكتور محمد سيد مسعود، أستاذ التغذية والمدير التنفيذي لمركز معلومات الأمن الغذائي، بالاعتماد على المشروبات العشبية المهدئة لتهيجه ومنها الشاي الأخضر. وتُساعد هذه المشروبات ومن ضمنها الشاي الأخضر على تهدئة القولون العصبي.
إنّ الشاي الأخضر معروف بِفوائده المُذهلة في تهدئة اِضطراب المعدة، وذلك بِسبب اِحتوائه على نسبة عالية من مادة البوليفينول التي تعمل على عِلاج مشاكل الجِهاز الهضمي.
أثبتت بعض الأبحاث العلمية أنّ الشاي الأخضر يُساعد بِشكل واضح في تخفيف آلام المعدة والغثيان والانتفاخ الناجم عن عدوى بكتيرية تُسمى هيليكوباكتر بيلوري.
يعمل الكاتيكين المُكوّن الحيوي الرئيسي للشاي الأخضر على تخفيف غازات البطن والإسهال وعسر الهضم. كما يُساعد في عِلاج قرحة المعدة المؤلمة لِذلك إذا كُنت تُعاني من أي ألم في المعدة، يُمكنك شرب من 1 - 2 أكواب من الشاي الأخضر يوميّاً كما يُمكنك شِربه بعد تناول الوجبة لِتحقق أقصى اِستفادة من فوائد الشاي الأخضر للِمعدة والأمعاء.
أمّا فيما يخص فوائد الشاي الأخضر للجهاز الهضمي هي الوقاية من الإصابة بمرض سرطان القولون والمُستقيم بِفضل اِحتوائه على نِسب مُرتفعة من مُرّكب الكاتيشين والذي يُعتبر من أقوى مُضادّات الأكسدة التي تُساعد في عدم تكوّن الخلايا الحُرّة المُسبّبة لِمرض السرطان.
يُساهم الشاي الاخضر أيضاً في تخفيف الآلام المُصاحبة للِقولون العصبي والآثار الجانبية الناتجة عنه أهمها الإسهال كما يعمل على تنظيف القولون وتنقيته من أي مواد سامّة ضّارة.
كشفت دراسة ألمانية عن دور مُحتمل للِشاي الأخضر في تقليل مُعدّل الإصابة بِسرطان القولون لدى الفِئران، وهي نتيجة قد تحمل تطبيقات على البشر أيضاً.
وقام الطبيبان توماس زويفرلاين ويوليا شتنيغل بِمُستشفى جامعة أولم الألمانية بفحص تأثير الشاي الأخضر على الفئران، إذ يحتوي على مادة " الكاتيشين " التي تمتاز بِخواصها المُضادّة للأكسدة.
وقام الباحثان بِاختبار تأثير الكاتيشين على فِئران تُعاني من تغيّر جيني حميد موجود لدى البشر المُصابين بِسرطان القولون، وذلك عبر إعطاء الفئران الشاي الأخضر للِشرب بدلاً من الماء.
وعِندما قام أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بِالمُستشفى الجامعي في مدينة أولم البرفيسور توماس زويفرلاين بِفحص النتائج، لاحظ تراجعاً في نِسبة الأورام الحميدة لديها.
وينصح خُبراء الأفراد المُصابين بأورام القولون الحميدة بتناول كبسولتين من الشاي الأخضر يوميّاً (أي ما يُعادل مفعول خمسة أكواب منه) كإجراء قد يُساعد في تقليل تطوّره وتحوّله إلى ورم خبيث.
وتؤكّد العضو المُشارك بِالدراسة د. يوليا شتينغل، من المركز الاتحادي لِصناعة الأدوية والمواد الطبية، أنّه بالرّغم من الدور الفعّال لِمادة الكاتيشين بالشاي الأخضر فإنّه يحتوي على مادة الكافيين المُنشّطة والتي قد لا تُناسب الكثيرين كمرضى اِرتفاع ضغط الدم، الأمر الذي دفع الأطباء الألمان لتطوير كبسولات من الشاي الأخضر خالية من الكافيين.
الشاي الأخضر غني بِمُركّب الكاتيشين وهو من أقوى المُضادّات الطبيعية للأكسدة بحيث يُحارب الأسباب التي يُمكن أنّ تؤدّي للإصابة بمرض سرطان القولون. وتُعرف هذه الأسباب بالجُذور الحُرّة التي تُساعد على نُمو واِنتشار الأورام السرطانيّة في القولون.
ويُسهم تناول كوب واحد من الشاي الأخضر يوميّاً في خفض مخاطر الإصابة بسرطان القولون والوقاية منه. ليس هذا فقط، بل إنّ الشاي الأخضر فعّال في عِلاج العديد من المشاكل الصحّية التي يُصاب بِها القولون.
ومنها تهيّج القولون ومُتلازمة القولون العصبي، وهو من البدائل الطبيعية التي تُساعد على تنظيف القولون وتطهيره من الفضلات.
لكن يُفضّل دوماً تناول الشاي الأخضر بِاعتدال وعدم الإسراف في تناوله كي لا ينتج عنه أيّة مُضاعفات صحّية.
9 سبتمبر، 2021